تنطلق دانا، الفتاة البالغة من العمر أحد عشر عامًا، بشغفها نحو عالم القراءة، وبفضل موهبتها، فازت بمسابقة القراءة في بون التي نظمتها تجارة الكتب الألمانية، وكانت صورتها تتوج في الصحيفة المحلية.
ومع ذلك، لم تكن هذه الانتصارات بمفردها، بل جاءت مصحوبة بموجة من العداء والكراهية العنصرية على الإنترنت بسبب حجابها، حيث تلقت دانا وعائلتها حوالي 400 تعليق يحمل نبرة الكراهية.
تعبر العائلة عن قوة وتحمل مذهلين في مواجهة تلك التجارب السلبية، تقول شقيقتا دانا، أرنا (16 عامًا) وحبيبة (14 عامًا)، إنهن عاديات واعتدن على ردود الأفعال السلبية في المدرسة، ولا يفاجئهن تفاعل الناس.
تقيم عائلة بكر وهي من مصر في بون، حيث يعمل الأب عصام كمترجم مؤتمرات، وتحلم بناته بالمستقبل بأن يكن طبيبات أو مترجمات في المنظمات الدولية، بينما يحلم الابن محمد (10 سنوات) بتصميم السيارات.
في بون، تشعر العائلة بالراحة والاستقرار، وهم يلتزمون بالقوانين والنظام، وينعمون بوظائف جيدة وتعليم ممتاز، ولكن ما يهم الأم إنجي حرير وهي طبيبة، هو حرية الاختيار، حيث تؤكد أن ارتداء الحجاب قرار شخصي للفتيات.
دانا، التي تتمتع بشغف لا يضاهى بالقراءة، تتألق في مدرستها الثانوية التي تضم نسبة عالية من الأجانب، حيث لا يعتبر حجابها عائقًا، بل هي متحمسة للمشاركة في المسابقات المقبلة، بدايةً من الجولة الإقليمية في دوسلدورف وحتى النهائي في برلين.
تقرأ دانا حاليًا كتابًا يتحدث عن الإقصاء، وتشعر بالتعاطف مع قصته، كما أنها تستمتع بأدوار البطولة التي تجسدها هذه القصص.
رغم موجة الكراهية والتحديات، فإن دانا تظل مثالًا مشرقًا للقوة والصمود، حيث تتجاوز التحديات بكل روح مرحة وإيجابية.